×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

نَقُصُّ عَلَيۡكَ مِنۡ أَنۢبَآئِهَاۚ وَلَقَدۡ جَآءَتۡهُمۡ رُسُلُهُم بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَمَا كَانُواْ لِيُؤۡمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ مِن قَبۡلُۚ كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِ ٱلۡكَٰفِرِينَ ١٠١ وَمَا وَجَدۡنَا لِأَكۡثَرِهِم مِّنۡ عَهۡدٖۖ وَإِن وَجَدۡنَآ أَكۡثَرَهُمۡ لَفَٰسِقِينَ ١٠٢ [الأعراف: 96- 102]، فالله جل وعلا يمهل ولا يهمل، وإذا أخذ فإن أخذه أليم شديد ﴿إِنَّ بَطۡشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ [البروج: 12].

فعلى العباد أن يتقوا الله، وأن ينتبهوا من هذه الحوادث، ويخافوا من ربهم عز وجل، وتكون عظة لهم، ولكن مع الأسف ما نسمع من يعتبر، بل ما نسمع إلا من يقول: هذه ظواهر طبيعية! يفسرونها بأنها ظواهر طبيعية، يعني: أنه شيء عادي يحدث، ولا يرجعون ذلك إلى الله جل وعلا، ولا يعتبرونه بسبب ذنوبهم وإنما يقولون: هذه ظواهر طبيعية، ولو كانت هذه الكلمة تصدر من الكفار ما استكثرناها منهم؛ لأنه ليس بعد الكفر ذنب، ولكنها -مع الأسف- تصدر من بعض المسلمين، بل ومن المثقفين والمتعلمين، فلا نجد في وسائل الإعلام، حينما تذكر هذه الحوادث، لا نجد فيها تذكيرًا وموعظة للناس وتبصيرًا، وتحذيرًا من عقوبات الله سبحانه وتعالى: بل لا نجدهم إلا يقولون: هذه ظواهر طبيعية، كما قالها من قبلهم: ﴿قَدۡ مَسَّ ءَابَآءَنَا ٱلضَّرَّآءُ وَٱلسَّرَّآءُ [الأعراف: 95]، فيعتبرونها أمورًا عادية جرت على الناس من قبل، ولا يقولون: هذا بأمر الله، وهذه عقوبات ذنوبنا ومعاصينا، فيتوبون إلى الله سبحانه وتعالى.

فالواجب على العباد: أن يتقوا الله سبحانه، وأن يستفيدوا من هذه الكوارث؛ وهذه الوقائع المروعة، فيتوبوا إلى الله من ذنوبهم، ويعتبروا، ويذكروا الناس بها، وأنها ما حدثت عبثًا، ولا حدثت على أنها أمور عادية وظواهر طبيعية، لا والله، وإنما حدثت منبهات 


الشرح