×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

وموقظات، وإلا فإن العباد إذا لم يتعظوا بها فإن الله يستدرجهم ثم يأخذهم على غِرة ﴿وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَآ إِلَىٰٓ أُمَمٖ مِّن قَبۡلِكَ فَأَخَذۡنَٰهُم بِٱلۡبَأۡسَآءِ وَٱلضَّرَّآءِ لَعَلَّهُمۡ يَتَضَرَّعُونَ [الأنعام: 42]، فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا يعني: رجعوا إلى الله، وتابوا إلى الله، واعتبروا هذه الحوادث نقمات من الله سبحانه وتعالى على معاصيهم ﴿وَلَٰكِن قَسَتۡ قُلُوبُهُمۡ [الأنعام: 43] ما تزيدهم هذه الحوادث إلا قسوة في القلب، وغفلة عن ذكر الله سبحانه وتعالى.

﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ [الأنعام: 44] نسوا هذه الحوادث ومرت عليهم على أنها أمور عادية ﴿فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ [الأنعام: 44] من الاستدراج والغرور، وأعطاهم الله من النعم، واستدرجهم بذلك، حتى يزيدوا من طغيانهم وعتوهم ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥ [الأنعام: 44، 45]، هذه سنة الله سبحانه وتعالى، إن من لم توقظه المواعظ، فإن الله يستدرجه بالنعم حتى يزيد في طغيانه، وإعراضه عن الله، ثم يأخذه الله عز وجل في عنفوان قوته، وفي عنفوان غفلته ﴿فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِۦ فَتَحۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَبۡوَٰبَ كُلِّ شَيۡءٍ حَتَّىٰٓ إِذَا فَرِحُواْ بِمَآ أُوتُوٓاْ أَخَذۡنَٰهُم بَغۡتَةٗ فَإِذَا هُم مُّبۡلِسُونَ ٤٤ فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلۡقَوۡمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْۚ وَٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٤٥ [الأنعام: 44، 45] الحمد لله على كل حال؛ لأنه لا يوقع هذه العقوبات إلا بمن يستحقها، ولا يعطي النعم والإيمان إلا من يستحق ذلك، فهو المحمود سبحانه وتعالى على أفعاله الحكيمة التي تضع الأمور في مواضعها اللائقة بها.

فاتقوا الله عباد الله، وتنبهوا لأنفسكم ونبهوا إخوانكم.


الشرح