ثم لا نرى من يتضرع إلى الله عند هذه الحوادث، بل نراهم يتضرعون إلى الدول،
ويطلبون المساعدات من الدول، ولا يسمع منهم كلمة يرفعونها إلى الله في أن يغيثهم
ويرحمهم، وأن يزيل عنهم ما وقع بهم. ما نسمع هذا، وإنما نسمع استغاثات بالدول،
وطلب للإمدادات. طلب للإمداد من الخلق لا بأس به بما يقدرون عليه، ولكن أن يقتصر
على ذلك، ولا نسمع من يدعو الله ومن يتضرع إلى الله، فهذا هو محل العجب، ولا حول
ولا قوة إلا بالله!
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوقظ قلوب المسلمين، وأن يجعل ما يجري في هذا
الكون عبرة وعظة للمتقين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ
مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ يَأۡتِيهَا رِزۡقُهَا رَغَدٗا
مِّن كُلِّ مَكَانٖ فَكَفَرَتۡ بِأَنۡعُمِ ٱللَّهِ فَأَذَٰقَهَا ٱللَّهُ لِبَاسَ ٱلۡجُوعِ
وَٱلۡخَوۡفِ بِمَا كَانُواْ يَصۡنَعُونَ﴾ [النحل: 112].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 5 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد