هذا ما يتبع به شهر رمضان؛ بالأعمال الصالحة، لا يتبع بالسيئات، وينطلق
الإنسان إلى ما كان يعمله من السيئات قبل شهر رمضان، فإن الله جل وعلا مطلع عليه
في شهر رمضان وفي غير شهر رمضان، فرب الشهور واحد، وهو على أعمالنا مطلع وشاهد،
وكما أن المسلم مسلم في رمضان، فإنه يجب أن يكون مسلمًا في جميع أيامه، وفي جميع
شهوره، وفي جميع عمره، فهو عبد لله عز وجل، فمن كان يعبد الله فإن الله حي لا
يموت، ومن كان يعبد شهر رمضان، فإن شهر رمضان قد انتهى ومضى، وكل من عليها فان.
فاتقوا الله عباد الله، واحرصوا على الأعمال الصالحة، وواصلوا أعمالكم مع
ربكم عز وجل في بقية دهركم، لا تقطعوا الصلة بربكم، ولا تهجروا الأعمال الصالحة،
وتظنون أنها مؤقتة في شهر رمضان فقط. ما شهر رمضان إلا زيادة خير لكم، وزيادة في
أعمالكم، وليس معناه أنه يكفر عنكم ترك الفرائض والواجبات، وفعل المحرمات والسيئات
التي تفعل في غير شهر رمضان.
فاتقوا الله عباد الله، واعلموا أن خير الحديث
كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد