ومن الناس من هو شر من ذلك، وهو الذي لا يعرف شهر رمضان إلا أنه شهر السهر
بالليل على القيل والقال، وعلى مشاهدة الأفلام الخليعة، والمناظر الكريهة، وعلى
لعب الورق، وعلى اللهو واللعب، فإذا أقبل الفجر نام إلى أن تغرب الشمس، لا يقوم
لصلاة، ولا يذكر الله عز وجل، فعنده أن هذا الشهر شهر السهر بالليل، والنوم في
النهار، وتضييع الفرائض والصلوات، وهذا دأبه من أول الشهر إلى آخره، فأي فائدة
يستفيدها هؤلاء؟ بل إنهم يكتسبون في هذا الشهر الآثام والأوزار والحسرات، نسأل
الله العافية.
فعلى من ابتلي بشيء من هذه الأمور أن يتوب إلى الله عز وجل، وأن يبادر
بالتوبة ويتدارك نفسه قبل الفوات؛ لأنه لو كانت الخسارة في الأموال والأولاد لهان
الأمر، ولكنه يخسر دينه، ويخسر نفسه، والعياذ بالله ﴿قُلۡ
إِنَّ ٱلۡخَٰسِرِينَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ وَأَهۡلِيهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ
أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الزمر: 15].
فاتقوا الله عباد الله، تنبهوا لفضل هذا الشهر، واغتنموه بما ينفعكم
ويقربكم إلى الله عز وجل، واجعلوه موسمًا لرفعة درجاتكم، وتكفير سيئاتكم.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد