المسلمين ويحرشون بينهم، ويوقدون الفتن بين
المسلمين، وإذا صار للكفار ظهور بعض الأحيان انحازوا إلى الكافرين، وإذا صار
للمسلمين انتصار على الكفار انحازوا إلى المسلمين، كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿مُّذَبۡذَبِينَ بَيۡنَ
ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ﴾ [النساء: 143]، هذه صفة
المنافقين.
أما الإيمان: فإنه خير كله، ظاهرًا
وباطنًا، فالمؤمن الحقيقي لا يخالف ظاهره باطنه، ولهذا يقول بعض السلف: الإيمان
ليس بالتحلي، ولا بالتمني، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. هذا هو
الإيمان، فالمؤمن لا يتقلب؛ والمؤمن لا يخدع ولا يغش ولا يخون؛ لأنه ناصح مخلص
لربه ولنفسه وللمسلمين ظاهرًا وباطنًا. هذا هو المؤمن الحقيقي، ولهذا يقول
العلماء: الإيمان: قول باللسان، واعتقاد بالقلب، وعمل بالجوارح.
ليس الإيمان في ناحية واحدة، بل هو يشمل جميع النواحي، فهو قول باللسان،
فلا ينطق إلا بالكلام الطيب، والكلام المفيد المباح، لا ينطق إلا بذكر الله
والتسبيح والتهليل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله،
والإصلاح بين الناس، دائمًا كلامه في الخير، ولا ينطق بالكذب، ولا بالغيبة، ولا
بالنميمة، ولا بشهادة الزور.
واعتقاد بالقلب: فلا يعتقد بقلبه إلا
الإيمان بالله ورسوله وكتابه وملائكته واليوم الآخر والقدر خيره وشره، والخير
والنصح، ومحبة الله ورسوله، ومحبة عباده المؤمنين.
ولا يعمل بجوارحه إلا ما هو في رضا الله عز وجل، من الصلاة والصيام، والجهاد في سبيل الله، وسائر أعمال البر، وصلة الأرحام
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد