وبر الوالدين، وإيتاء الزكاة، والحج والعمرة،
وغير ذلك من أمور الطاعات، فلا يعمل بجوارحه إلا ما يرضي الله سبحانه وتعالى، ولا
يعمل بجوارحه إلا ما فيه مصلحته ومصلحة إخوانه المسلمين. هذا هو المؤمن الحقيقي.
وقد ذكر الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة صفات المنافقين، وصفات
المؤمنين، قال سبحانه وتعالى: ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ
وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ وَيَنۡهَوۡنَ
عَنِ ٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَقۡبِضُونَ أَيۡدِيَهُمۡۚ نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمۡۚ
إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ هُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ﴾ [التوبة: 67]، ﴿ٱلۡمُنَٰفِقُونَ
وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ﴾ [التوبة: 67] دل على أن النفاق يكون في الرجال، ويكون في النساء ﴿بَعۡضُهُم مِّنۢ بَعۡضٖۚ﴾ [التوبة: 67] يشبه بعضهم
بعضًا في القبح والخبث والشر، يتشابهون في ذلك رجالاً ونساءً، لا يختلف بعضهم عن
بعض، سيرتهم واحدة، وسريرتهم واحدة، يتشابهون، لا يختلف هذا عن هذا ﴿يَأۡمُرُونَ بِٱلۡمُنكَرِ﴾ [التوبة: 67] وهو: كل معصية
لله ومخالفة لشرع الله عز وجل، فهم يأمرون بكل منكر من القول والفعل والعمل،
يأمرون بالشرك بالله عز وجل، ويسمونه بغير اسمه، يسمونه من باب محبة الصالحين،
واتخاذهم وسائط إلى الله، بل يقولون: إن الشرك تعظيم لله؛ لأنه لا يتوصل إليه إلا
بواسطة وبشفاعة، فهم يدعون إلى الشرك، ويزينونه للناس.
كذلك يدعون إلى نبذ الكتاب والسنة، وتحكيم القوانين والأنظمة الطاغوتية،
يريدون أن يحكموا بها بين الناس، وأن يتحاكموا إليها، ويدعون إليها، ويقولون: إنها
أحسن من القرآن، وأحسن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى ﴿أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ
يَزۡعُمُونَ أَنَّهُمۡ ءَامَنُواْ بِمَآ أُنزِلَ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد