×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

وهو: كل طاعةٍ، وكل خير يقرب إلى الله سبحانه وتعالى. يأمرون بتوحيد الله عز وجل، وإخلاص العبادة له، يأمرون بتحكيم شرع الله والتحاكم إليه، يأمرون بالستر والعفة والحياء، يأمرون النساء بالتزام الحجاب، والبعد عن مواطن الفتنة، كما أمر الله سبحانه وتعالى، يأمرون بكل ما أمر الله به، وكل ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو المعروف.

﴿وَيَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ [التوبة: 71]، وهو كل ما نهى الله عنه، أو نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمؤمنون ينهون عما نهى الله عنه، وينهون عما نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينهون عن الشرك بالله عز وجل، ينهون عن السفور، ينهون عن الإباحية، ينهون عن التشبه بالكفار، ينهون عن كل شر وكل منكر هذه صفة المؤمنين، ﴿وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ [التوبة: 71]، وإقامة الصلاة قسمان: إقامة في الظاهر، وهو الإتيان بها كما شرعها الله، بشروطها وأركانها وواجباتها، وما تيسر من سننها، يقيمونها، أي: يأتون بها قائمة، كما أمر الله سبحانه وتعالى، وإقامة في الباطن وهي: الخشوع لله، والخشية لله، والإقبال على الله، فالصلاة تقام ظاهرًا، وتقام في الباطن في القلب.

وأما المنافقون: فإنهم ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ [التوبة: 54]، ﴿وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ قَامُواْ كُسَالَىٰ [النساء: 142] فهم لا يريدون الصلاة، وإنما يريدون مراعاة الناس، وإرضاء الناس فقط، لا يريدون رضا الله عز وجل.

وقال في المؤمنين: ﴿وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ [التوبة: 71]. المؤمنون يؤتون الزكاة التي فرضها الله في أموالهم حقًا للسائل والمحروم، طيبةً بها نفوسهم، لا ينقصون منها شيئًا، بل يخرجونها كاملة طيبة بها نفوسهم.


الشرح