أما المنافقون: فإنهم يقبضون أيديهم عن
الزكاة، وعن الصدقات ﴿وَلَا يُنفِقُونَ
إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ﴾ [التوبة: 54]، لأنهم لا يريدون طاعة الله، فهم يكرهون إنفاق المال شحًا به
وبخلاً به، ويؤثرون شهواتهم على طاعة الله سبحانه وتعالى.
والمؤمنون: قال الله عنهم: ﴿وَيُطِيعُونَ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥٓۚ﴾ [التوبة: 71]، فإذا أمر الله بأمر، ابتدروا إليه، وإذا أمر الرسول صلى
الله عليه وسلم بأمر ابتدروا إليه، وإذا نهى الله عن شيءٍ، أو نهى الرسول عن شيء،
اجتنبوه وابتعدوا عنه، ثم ذكر الله سبحانه وتعالى عاقبتهم، فقال ﴿أُوْلَٰٓئِكَ سَيَرۡحَمُهُمُ
ٱللَّهُۗ﴾ [التوبة: 71]. يدخلهم الله في رحمته الواسعة.
أما المنافقون: فقد لعنهم الله، وأبعدهم
عن رحمته، نسأل الله العافية.
﴿إِنَّ ٱللَّهَ عَزِيزٌ
حَكِيمٞ﴾ [التوبة: 71]. قوي سبحانه وتعالى، لا يغالب ولا يمانع سبحانه وتعالى، حكيم
يضع الأمور في مواضعها، فيضع الإكرام فيمن يستحقه، ويضع الجزاء الحسن فيمن يستحقه،
ويضع العقوبة فيمن يستحقها، هذا هو الحكيم، والله جل وعلا يوصف بأنه حكيم؛ لأنه
سبحانه وتعالى يضع الأمور في مواضعها اللائقة بها.
ثم قال: ﴿وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِ جَنَّٰتٖ﴾ [التوبة: 72]. لا يعلم صفتها إلا الله سبحانه وتعالى ﴿تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ﴾ [التوبة: 72]. من تحت قصورها وأشجارها ومبانيها، أنهار من العسل، ومن اللبن، ومن الخمر، ومن الماء غير الآسن، أنهار تجري كثيرة، يشربون منها، ويتنعمون بها ﴿خَٰلِدِينَ فِيهَا﴾ [التوبة: 72]. لا يخافون أن يخرجون منها، لا يخافون أن يموتوا، وأن يتركوها، لا يخافون أن يمرضوا،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد