الجيوب، ودعوى الجاهلية، ومن يلجأ إلى السحرة والكهان والمشعوذين؛ ليتعالج
عندهم، ولو أفسد دينه وعقيدته بالشرك بالله، وطاعة شياطين الإنس والجن فيما
يأمرونه به من الشرك بالله ومعصية الله ورسوله.
﴿وَٱلۡخَيۡرِ﴾، كل ما يحبه الإنسان من
المال ومن الجاه، ومن الملذات والمسرات وسعة الرزق، ليظهر بذلك من يشكر نعمة الله
سبحانه وتعالى، ويستعملها في طاعة الله، ويستعين بها على رضوان الله، ويؤدي منها
حق الله الذي فرضه عليه، ممن يبطر ويتكبر، ويجحد نعمة الله عليه، ويكفر نعمة الله
عليه.
وقوله جل وعلا ﴿فِتۡنَةٗۖ﴾، أي: ابتلاءً واختبارًا وامتحانًا؛ ليتميز بذلك
المؤمن من المنافق، والصادق من الكاذب، فعند حصول الفتن يتميز الناس إلى فريقين،
فريق يؤمن بالله ورسوله، ويتمسك بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ويصبر على ما أصابه، وفريق ينحرف عن طاعة الله ويكفر ويفسد دينه، كما قال صلى الله
عليه وسلم: «بَادِرُوا بِالأَْعْمَالِ، فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ
الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا، و يُمْسِي
مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا، يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا» ([1]).
وقال سبحانه وتعالى: ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ وَيَجۡعَلَ ٱلۡخَبِيثَ بَعۡضَهُۥ عَلَىٰ بَعۡضٖ فَيَرۡكُمَهُۥ جَمِيعٗا فَيَجۡعَلَهُۥ فِي جَهَنَّمَۚ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [الأنفال: 37]، فلا بد من الابتلاء والامتحان حكمة بالغةً من الله سبحانه وتعالى -بحكمته- يجري هذه الفتن وهذه الابتلاءات والامتحانات ﴿لِيَمِيزَ ٱللَّهُ ٱلۡخَبِيثَ مِنَ ٱلطَّيِّبِ﴾، والفتن تكون متنوعة، فتكون الفتنة في الدين، والعياذ بالله، وذلك بالشبهات
([1]) أخرجه: مسلم رقم (118).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد