والشهوات التي تنحرف بالإنسان عن دينه، فإذا أصغى الإنسان إلى الشبهات وإلى
دعاة الضلال، ومال إلى الجدل والمخاصمة في دين الله عز وجل، فإنه بذلك ينحرف عن
دينه، وتصرفه الشياطين عن دينه.
وكذلك مع الشهوات: فالإنسان قد يتبع الشهوات، ويترك عبادة ربه عز وجل، قال
تعالى: ﴿فَخَلَفَ مِنۢ
بَعۡدِهِمۡ خَلۡفٌ أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ فَسَوۡفَ
يَلۡقَوۡنَ غَيًّا﴾ [مريم: 59] فالمؤمن إذا تعارضت الشهوات مع دينه، تمسك بدينه وترك الشهوات،
والمنافقين بالعكس: إذا تعارضت شهواته وأهواؤه مع دينه اتبع الشهوات وأعرض عن دينه
﴿وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن
يَعۡبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرۡفٖۖ فَإِنۡ أَصَابَهُۥ خَيۡرٌ ٱطۡمَأَنَّ بِهِۦۖ
وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ خَسِرَ ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةَۚ
ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡخُسۡرَانُ ٱلۡمُبِينُ﴾ [الحج: 11].
وكذلك يبتلي الله العباد بالأموال وبالأولاد، كما قال سبحانه: ﴿أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ﴾ [الأنفال: 28] أي ابتلاء وامتحان، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ
أَمۡوَٰلُكُمۡ وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ وَأَنَّ ٱللَّهَ عِندَهُۥٓ أَجۡرٌ عَظِيمٞ﴾ [الأنفال: 28]، فالله يعطي
بعض الناس الأموال والأولاد؛ ليختبره بذلك: هل يؤثر حب المال وحب الأولاد على طاعة
الله ورسوله، فيكون من الخاسرين؟ أو يتبع طاعة الله في أمواله، فيخرج منها الزكاة
والصدقات، وطاعة الله في أولاده، فيأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويربيهم على
طاعة الله ويجنبهم معصية الله، فيكون له بذلك الأجر والقدوة الحسنة.
فالأموال والأولاد فتنة، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿فَلَا
تُعۡجِبۡكَ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُمۡۚ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ
لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ وَهُمۡ
كَٰفِرُونَ﴾ [التوبة: 55]، فالأموال والأولاد قد يكونان من نعم الله على
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد