يقول: ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِنَ ٱلصَّٰلِحِينَ﴾ [الصافات: 100]، سأل ربه أن يهب له ذريةً صالحةً، ويقول هو وإسماعيل:﴿رَبَّنَا وَٱجۡعَلۡنَا
مُسۡلِمَيۡنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَآ أُمَّةٗ مُّسۡلِمَةٗ لَّكَ﴾ [البقرة: 128]، وهذا نبي الله زكريا يقول ﴿رَبِّ
هَبۡ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةٗ طَيِّبَةًۖ إِنَّكَ سَمِيعُ ٱلدُّعَآءِ﴾ [آل عمران: 38]، وهؤلاء
عباد الرحمن يقولون: ﴿رَبَّنَا هَبۡ لَنَا مِنۡ أَزۡوَٰجِنَا وَذُرِّيَّٰتِنَا قُرَّةَ أَعۡيُنٖ وَٱجۡعَلۡنَا لِلۡمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾ [الفرقان:74] وإبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام يقول لربه ﴿وَٱجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن
نَّعۡبُدَ ٱلۡأَصۡنَامَ﴾ [إبراهيم: 35]، ويقول: ﴿رَبِّ ٱجۡعَلۡنِي
مُقِيمَ ٱلصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِ﴾ [إبراهيم: 40].
فكان الأنبياء عليهم الصلاة والسلام يطلبون من الله أن يهب لهم ذريةً
صالحةً، ومن ثم فإن الإسلام يهتم بشأن الذرية، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يحث
على اختيار الزوجة الصالحة، قال: «فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ
يَدَاكَ» ([1])، وقال: «تَزَوَّجُوا الْوَلُودَ ; فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمُ الأُْمَمَ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([2]) ؛ وذلك لأن الذرية الصالحة تقوى بها الأمة الإسلامية، ويعز بها جانب
المسلمين، ويحصل بها غيظ الأعداء من الكفار والمنافقين، فيختار المسلم الزوجة
الصالحة؛ لأنها تعمر بيته بطاعة الله عز وجل، وتربي أولادها على الخير.
فالأم هي اللبنة الأولى في الأسرة الصالحة، بل هي الأساس الذي تبنى عليه الأسرة الصالحة، وكذلك النبي صلى الله عليه وسلم وجه الآباء عندما يولد لهم ذرية، أن يختاروا لمواليدهم الأسماء الحسنة، قال: «خَيْر الأَْسْمَاءِ عَبْدُ اللهِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ» ([3]) فيختار الأب لمولوده الاسم
([1]) أخرجه: البخاري رقم (4802)، ومسلم رقم (1466).