من يفعل ذلك فإنه يكون خاسرًا، وإن أوتي الدنيا بحذافيرها، فإنها خسارةٌ لا تُعوَّض، والدنيا لا تُعوِّض عن الآخرة، فمن فاتته الآخرة خسر كل شيءٍ، ولو أُوتي أموال الدنيا، فحافظوا على ذكر الله.
وقد شرع الله الذكر مطلقًا ومقيدًا، مطلقًا في جميع الأوقات، ومقيدًا في حالاتٍ وأوقاتٍ معينةٍ، كذكر الله جل وعلا بعد الصلوات الخمس بالأذكار الواردة، والمحافظة على ذلك، وذكر الله سبحانه وتعالى في أول النهار، وذكر الله جل وعلا في آخر النهار، في الصباح والمساء، وذكر الله عند دخول البيت، وذكر الله عند الخروج من البيت، وذكر الله عند النوم، وذكر الله عند الاستيقاظ من النوم، وذكر الله عند دخول المساجد، وذكر الله عند الخروج من المساجد، وذكر الله سبحانه وتعالى في الصلوات، وذكر الله سبحانه وتعالى في الحج والعمرة، فكل العبادات إنما شرعت لذكر الله سبحانه وتعالى، فحافظوا على ذكر الله سبحانه وتعالى، وأكثروا من ذلك؛ حتى تكونوا من الفائزين المفلحين، ولا تغفلوا عن ذلك فتكونوا من الخاسرين.
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد