مما يضركم، بتصرفاتهم ومخالفاتهم التي تتحملون إثمها، فهم يعملون فيكم عمل
العدو، فاحذروا منهم، وخذوا على أيديهم.
وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّمَآ أَمۡوَٰلُكُمۡ
وَأَوۡلَٰدُكُمۡ فِتۡنَةٞ﴾ [الأنفال: 28]، أي: ابتلاءٌ وامتحانٌ، ففتنة
الأولاد لا تقل عن فتنة الأموال، بل هي قرينتها.
فاتقوا الله عباد الله في أولادكم، إنكم لم تُعطَوا هؤلاء الأولاد إلا لأجل
الامتحان والابتلاء، هل تقومون بواجبهم وتربونهم التربية الصحيحة، أم تهملونهم
وتضيعونهم؟ فتتحملون آثامهم يوم القيامة، يوم يسألكم الله سبحانه وتعالى عنهم «كُلُّكُمْ
رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]).
ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853).
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد