الخاصة بهم فقد والاهم، لأن التشبه بهم يدل على محبتهم في القلوب، إذ لو
كان يبغضهم لما تشبه بهم، ولا يخفى عليكم ما وقع فيه كثير من المسلمين اليوم من
أنواع التشبه بالكفار، بل لا يحلو لبعضهم إلا أن يكون صورةً من صور الكفار في جميع
شؤونه، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ومن حالات التشبه بالكفار: مشاركتهم في
أعيادهم، والفرح بفرحهم، والسرور لسرورهم، قال الله سبحانه ﴿وَٱلَّذِينَ
لَا يَشۡهَدُونَ ٱلزُّورَ﴾: [الفرقان:72]، والزور هو: أعياد الكفار، في قول
جماعة من المفسرين، ومعنى ﴿لَا يَشۡهَدُونَ﴾ [الفرقان: 72]، أي: لا يحضرون، فالشهود هو الحضور، أي: لا يحضرون أعياد
الكفار، ولا يشاركونهم فيها؛ لأنها كفر بالله وضلال وفسق، فلا يجوز لمسلم أن
يشاركهم وأن يحضرها معهم، حتى لو كان هذا من باب الاستطلاع، أو من باب أن يتفرج
عليهم، فلا يجوز له أن يحضرها بوجه من الوجوه، بل عليه أن يبتعد عنها، ولا يجوز
للمسلم أن يهنئهم في أعيادهم، أو أن يدعو لهم بمناسبتها، ولا يجوز للمسلم أن يأكل
من الطعام أو الذبائح التي تعد بمناسبة أعياد المشركين؛ لأنها أطعمة أعدت للباطل
والحرام، فهي حرام، وذبائح ذبحت لغير وجه الله، بل لتأييد الباطل والكفر والشرك،
فهي مما أهل بها لغير الله، فلا يجوز الأكل من أطعمتهم وذبائحهم بهذه المناسبة،
ولا يجوز قبول هداياهم، أو الإهداء إليهم بهذه المناسبة، ولا يجوز تعطيل الأعمال
بهذه المناسبة، لأن ذلك معاونة للكفار، ورضًا بما هم عليه من الكفر والضلال.
ولا يجوز التأريخ بتاريخ الميلاد، الذي هو تاريخ الكفار؛ ولذلك
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد