يعيشون النهب والسلب والوحشية، وكانت عقائدهم وثنيةً، وكانت معاملاتهم
معاملات سيئةً، من الربا والميسر وأكل المحرمات، كانوا وحوشًا ضاريةً.
فلما بعث الله نبيه محمدًا صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، جمع الله
به القلوب، ووحد به الكلمة، فأصبح المسلمون أعزةً، وأصبحوا سادة العالم، وملكوا
المشارق والمغارب، بعد أن كانوا أذلةً مضطهدين في الأرض، أعزهم الله بالإسلام،
ورفع شأنهم، وجعل الدول تخضع لسلطانهم، السلطان الذي أنزله الله من السماء على
رسوله صلى الله عليه وسلم، بذلك سادوا العالم، وملكوا المشارق والمغارب فلا عز
للمسلمين إلا بهذا الدين، قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه: نحن قوم
أعزنا الله بالإسلام، فمهما ابتغينا العز بغيره أذلنا الله، وقال رضي الله عنه:
إنما تنقض عرى الإسلام عروةً عروةً إذا نشأ في الإسلام من لا يعرف الجاهلية.
أيها المسلمون: إن أعداء هذا الدين ما
زالوا -ولا يزالون- يكيدون للإسلام والمسلمين، ويريدون أن يحولوا المسلمين عن هذا
الدين؛ حسدًا وبغيًا بعد ما تبين لهم الحق﴿مَّا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ وَلَا
ٱلۡمُشۡرِكِينَ أَن يُنَزَّلَ عَلَيۡكُم مِّنۡ خَيۡرٖ مِّن رَّبِّكُمۡۚ﴾ [البقرة: 105]، ﴿وَلَا
يَزَالُونَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمۡ عَن دِينِكُمۡ إِنِ
ٱسۡتَطَٰعُواْۚ وَمَن يَرۡتَدِدۡ مِنكُمۡ عَن دِينِهِۦ فَيَمُتۡ وَهُوَ كَافِرٞ
فَأُوْلَٰٓئِكَ حَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۖ
وَأُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ﴾[البقرة: 217] ﴿وَدُّواْ
لَوۡ تَكۡفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَآءٗۖ﴾ [النساء: 89]، ولذلك حذرنا الله منهم، وأمرنا بأخذ الحيطة من شرهم، وعدم
الانخداع بمكرهم، لأنهم أعداؤنا، لا يزالون يكيدون لنا المكائد، ويتربصون بنا
الدوائر، بشتى الحيل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد