×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

أولاده ونساؤه وبناته، ويتخرج من هذا البيت أفواج ممن تأثروا بالكفار في عاداتهم وتقاليدهم وأخلاقهم، فلا حول ولا قوة إلا بالله؛ يا من تفعلون ذلك كيف تجلبون الدمار إلى بيوتكم وإلى عوائلكم؟ أين الغيرة؟ أين الدين؟ أين كراهة الكفار؟ تزعمون أنكم تبغضون الكفار، ولكنكم تستوردون ما هم عليه بهذه الوسائل القبيحة، وتنمون عليها أهل بيوتكم، وتربونهم عليها، فأين هو بغض الكفار وعداوة الكفار التي أمركم الله جل وعلا بها في محكم كتابه؟

يا من ابتليتم بهذه الآلة الخبيثة عليكم بالمبادرة بإزالتها والتوبة إلى الله عز وجل والتحذير منها، فإنها آله تدمير، إنها شر من الصواريخ، وشر من أسلحة الدمار التي يتحاذر منها العالم؛ لأن هذه الصواريخ وهذه الآلات المدمرة إنما تقضي على النفوس والأجسام، ولكن هذه الآلات الخبيثة تقضي على الأخلاق، وتقضى على الدين، وما فائدة الإنسان أن يعيش بدون دين وبدون أخلاق؟ ولا سيما إذا كان مسلمًا وتحول إلى غير مسلم، ولا حول ولا قوة إلا بالله!

فاتقوا الله عباد الله، واحذروا مكائد أعدائكم، ولا تغتروا بمن يفعل ذلك ممن حولكم، وتقولون فلان فعل كذا، وفلان فعل كذا. أنت مسؤول أمام الله عن نفسك وعمن تحت يدك يوم القيامة «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]).

فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم، وفكروا في أمركم قبل

الفوات، واعلموا أن خير الحديث كتاب الله... إلخ الخطبة.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (853).