وحمى سبحانه وتعالى الأنساب، وذلك بحد الزنا ﴿ٱلزَّانِيَةُ
وَٱلزَّانِي فَٱجۡلِدُواْ كُلَّ وَٰحِدٖ مِّنۡهُمَا مِاْئَةَ جَلۡدَةٖۖ وَلَا
تَأۡخُذۡكُم بِهِمَا رَأۡفَةٞ فِي دِينِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ تُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ
وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِۖ وَلۡيَشۡهَدۡ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ﴾ [النور: 2]. هذا إذا كان
الزاني بكرًا، بمعني: لم يسبق له أن وطئ امرأته في نكاح صحيح، وأما إذا كان الزاني
من تزوج زواجًا صحيحًا ووطئ زوجته بالحلال، ثم زنا بعد ذلك، وثبت عليه الزنا
بإقرار أو ببينة، فإنه يرجم بالحجارة حتى يموت تحت الحجارة.
كل ذلك صيانة لأنساب المسلمين أن تختلط، وصيانة لأعراضهم أن تنتهك، وصيانة
لأموالهم أن تنتهب وتسلب، وصيانة لعقولهم أن يجنى عليها بشرب المسكر والمخدر، وغير
ذلك مما يضر بالعقول، وصيانة لدمائهم من العدوان عليها، فالحمد لله على هذا الدين
العظيم، الذي يحمي للمسلمين أمنهم واستقرارهم، بل ويحمي قبل ذلك دينهم وعقيدتهم،
ويجعلهم إخوة متحابين في الله عز وجل.
ثم اعلموا عباد الله أن خير الحديث كتاب الله..
إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد