كذلك: من الصوارف يا عباد الله عن شهر رمضان: أن البيع والشراء ينشط في
رمضان، وهذا من باب الفتنة، حيث تنشط حركة الأسواق، فكثير من الناس يذهبون إلى
الأسواق، إما للبيع والشراء، وإما للفرجة والاطلاع على ما يعرض فيها، وإما لما هو
أسوأ، وهو ملاحقة النساء، ومغازله النساء، فكثر من الفتيات والشابات، بل والأمهات،
لا يقرن في بيوتهن، وإنما يخرجن ويتسلطن على الخروج في الشوارع، ويذهبن إلى
الأسواق العصرية والأسواق المنظمة، ويحصل بذلك ضياع الوقت، ويحصل بذلك البعد عن
ذكر الله وعن صلاة الليل، ويحصل بذلك ما هو أشد وهو: الفتنة، ووقوع الفواحش، وفساد
الأعراض.
كثير من الناس يسهرون ليالي رمضان من أوله إلى آخره، لكن على ماذا يسهرون؟
على القيل والقال، والضحك والمزاح، أو مشاهدة هذه المعروضات الخبيثة على هذه
الشاشات، فأين شهر رمضان يا عباد الله؟ أين ذكر الله؟ أين تلاوة القرآن؟ أين قيام
الليل؟ أين التهجد في هذا الشهر العظيم؟
إن المسلم ينبغي له أن ينشغل بطاعة الله، ولا يلتفت إلى غيرها، والصحابة
والسلف الصالح والعلماء كانوا إذا دخل شهر رمضان أقبلوا على تلاوة القرآن والصلاة
والجلوس في المساجد، ويتركون دروس العلم، ويتركون حلق الذكر التي كانوا يقيمونها
في السنة، فينفرون من شيء فاضل، وهو طلب العلم وتعليم العلم، إلى شيء أفضل منه،
وهو حفظ هذا الشهر، والتفرغ فيه للأعمال الصالحة، والنبي صلى الله عليه وسلم -مع
أن الناس بحاجة إليه، ويحبون مشاهدته، وهو أحب إليهم من أنفسهم ومن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد