فالصائم كما يصوم بطنه عن الأكل والشرب، ويصوم فرجه عن الوقاع، كذلك تصوم
جميع جوارحه عما حرم الله سبحانه وتعالى، فليس الصيام هو مجرد ترك الأكل والشرب
والجماع والمفطرات الظاهرة، ولكنه مع ذلك: ترك كل ما حرم الله سبحانه وتعالى، وقد
يصوم الإنسان ولا يصوم، يصوم عما أحل الله من الأكل والشرب، والجماع، ويفطر على ما
حرم الله من الغيبة والنميمة والشتم وقول الزور.
فالواجب على المسلم: أن يتقي الله سبحانه وتعالى في صيامه، وأن يحافظ عليه،
وأن يتجنب ما نهاه الله عنه دائمًا وأبدًا في كل حياته وفي حال صيامه آكد وأحرى.
فاتقوا الله عباد الله في صيامكم، وحافظوا عليه، ولا تعبثوا به، أو تسلطوا
عليه ألسنتكم وأعمالكم، فيصبح تعبًا بلا فائدة، ويصبح صيامًا في الظاهر، وليس هو
صيامًا في الباطن.
واعلموا أن خير الحديث كتاب الله.. إلخ الخطبة.
***
الصفحة 2 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد