×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

ومن الدعاء المشروع: دعاء القنوت في الوتر، فإنه دعاء مشروع، علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، كما يعلمهم السورة من القرآن، كما رواه الحسن بن علي -رضي الله تعالى عنه- عن جده رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه علمه دعاء القنوت: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلاَ يُقْضَى عَلَيْكَ، إِنَّهُ لاَ يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، وَلاَ يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ» ([1])، وما تيسر بعد ذلك من الدعاء.

وعلى الأئمة -وفقهم الله- ألا يطيلوا دعاء القنوت إطالة تشق على المأمومين، وعليهم أن لا يحدثوا في دعاء القنوت أدعية لم ترد عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن لا يتكلفوا في دعاء القنوت بالنحيب والشهيق والبكاء؛ لأن ذلك لم يكن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه تشويش على الناس، وفي تطويل القنوت مشقة على الناس، فعلى الإمام أن يدعو الدعاء الوارد، وأن لا يطيل ويتحرى الأدعية الجامعة لخيري الدنيا والآخرة، ويكون ذلك في دقائق معدودة؛ رحمة بالناس، وتخفيفًا على الناس.

ثم اعلموا -عباد الله- أن خير الحديث كتاب الله.

        *** 


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (1425)، والترمذي رقم (464)، والنسائي رقم (1745)