وهذا الركن يتضمن إخلاص العبادة لله عز وجل، وهذا هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله، وهو عبادته وحده لا شريك له، وترك عبادة ما سواه، ويتضمن المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه المبين لهذا الإسلام والموضح له، فلا إسلام إلا باتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، الذي أرسله الله ليبين للناس ويبلغهم ما أُنزِل إليهم من ربهم، وهذا يقتضي تجنب البدع والمحدثات التي لا أساس لها من الدين، فإنها مخالفةٌ للإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([1]) وقال: «وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُْمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ، وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([2])، وهذا الركن العظيم يلازم المسلك في كل حياته، لا يتخلى عنه أبدًا، فالمسلم لا يزال في جميع أحواله يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، قولاً وعملاً واعتقادًا.
وأما الركن الثاني: وهو الصلوات الخمس في اليوم والليلة تلكم العبادة العظيمة التي شرعها الله وفرضها على عباده، وجعلها تتكرر عليهم في اليوم والليلة خمس مراتٍ وأوجبها سبحانه وتعالى على العباد في جميع الأحوال، فالصلاة لا تسقط عن المسلم بحالٍ من الأحوال مادام عقله باقيًا، ولكنه يصلي على حسب حاله، فشرع سبحانه وتعالى للمسلم المقيم أن يقيم الصلاة كاملةً بما شرعه الله فيها من الأقوال والأفعال والمقاصد يقيم الصلاة كما شرعها الله سبحانه وتعالى في مواقيتها، ومع جماعة المسلمين، وبالطهارة الكاملة من الحدثين الأصغر والأكبر، وبالخشوع لله عز وجل.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1718).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد