ومن استطاع الحج ماليًا، ولكنه لا يستطيعه بدنيًا، كالشيخ الهرم، والمريض المزمن الذي لا يستطيع الحج في مستقبل حياته، فإنه يوكل وينيب من يحج عنه.
وأما إذا استطاع الحج بدنيًا ولكنه لم يستطعه ماليًا، فليس عليه حجٌ حتى يستطيع بماله؛ لقوله تعالى: ﴿مَنِ ٱسۡتَطَاعَ إِلَيۡهِ سَبِيلٗاۚ﴾ [آل عمران: 97]، قال ابن عباس: السبيل: الزاد والراحلة وروي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فهذا من تيسير الله سبحانه وتعالى على هذه الأمة، فاشكروا الله على هذا الإسلام الذي منَّ الله به عليكم وهداكم له، واسألوه الثبات عليه إلى الممات، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿وَجَٰهِدُواْ فِي ٱللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِۦۚ هُوَ ٱجۡتَبَىٰكُمۡ وَمَا جَعَلَ عَلَيۡكُمۡ فِي ٱلدِّينِ مِنۡ حَرَجٖۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمۡ إِبۡرَٰهِيمَۚ هُوَ سَمَّىٰكُمُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ مِن قَبۡلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ ٱلرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيۡكُمۡ وَتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِۚ فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱعۡتَصِمُواْ بِٱللَّهِ هُوَ مَوۡلَىٰكُمۡۖ فَنِعۡمَ ٱلۡمَوۡلَىٰ وَنِعۡمَ ٱلنَّصِيرُ﴾ [الحج: 78].
***
الصفحة 8 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد