×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

وفي صيام رمضان: تربيةٌ للنفس، وفطامٌ لها عن شهواتها، وإيثارٌ لرضا الله وطاعة الله على هوى النفس.

والصيام أيضًا كما تعلمون شرعه الله بحسب حالة المسلم فالمسلم المقيم الصحيح يقوم رمضان أداءً ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ  [البقرة: 185]، والمريض والمسافر يفطران ويقضيان من أيامٍ أخر﴿وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ تَشۡكُرُونَ  [البقرة: 185]، والكبير الهرم والمريض المزمن يفديان عن الصيام بإطعام مسكينٍ عن كل يومٍ، ﴿وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ [البقرة: 184].

والحج: وهو الرحلة إلى بيت الله، وقد تكون من مسافةٍ بعيدةٍ من مشارق الأرض أو مغاربها، ويترك المسلم الأولاد والأموال ويذهب إلى بيت الله العتيق، لأداء عبادة الحج حوله وفي المشاعر المقدسة، في أيامٍ معدودات، وفيه من الفوائد والمصالح ما لا يعلمها إلا الله، قال تعالى: ﴿وَأَذِّن فِي ٱلنَّاسِ بِٱلۡحَجِّ يَأۡتُوكَ رِجَالٗا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٖ يَأۡتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٖ ٢٧  لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ فَكُلُواْ مِنۡهَا وَأَطۡعِمُواْ ٱلۡبَآئِسَ ٱلۡفَقِيرَ ٢٨ [الحج: 27، 28].

فمن كان يستطيع الحج بدنيًا وماليًا بأن يطيق السفر ببدنه، ويستطيعه ماليًا، بحيث يتوفر له الزاد والراحلة والمركوب الذي يبلغه إلى بيت الله، ويتوفر أيضًا لأهل بيته من يمونهم نفقتهم إلى رجوعه إليهم، وجب عليه الحج مرةً واحدةً في العمر، وما زاد عن الواحدة فإنه تطوع.


الشرح