×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

كَانَ بِكُمۡ أَذٗى مِّن مَّطَرٍ أَوۡ كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَن تَضَعُوٓاْ أَسۡلِحَتَكُمۡۖ [النساء: 102]، فيصلي المسلمون صلاة الخوف وهم مقابلون للعدو المسلح الذي يريد أن ينقض عليهم، ولا يتركون الصلاة، مع المراقبة لحركات العدو وتحركاته وهم في الصلاة، يلتفتون إليه ويراقبونه وهم يصلون، هذا في حالة الخوف غير الشديد.

أما في حالة الخوف الشديد، فإن الله أوجب الصلاة على المسلم على حسب حاله، قال تعالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ وَقُومُواْ لِلَّهِ قَٰنِتِينَ ٢٣٨ فَإِنۡ خِفۡتُمۡ فَرِجَالًا أَوۡ رُكۡبَانٗاۖ فَإِذَآ أَمِنتُمۡ فَٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُم مَّا لَمۡ تَكُونُواْ تَعۡلَمُونَ ٢٣٩ [البقرة: 238، 239]، ﴿فَرِجَالًا يعني: وأنتم تمشون أو تركضون على أرجلكم ﴿رُكۡبَانٗاۖ على دوابكم، أو على مدرعاتكم وسياراتكم، فيصلي المسلم الهارب من العدو إذا حانت الصلاة، وإن كان يعدو على قدميه، أو كان راكبًا على آلة الجهاد، يصلي مستقبِلَ القبلة أو غير مستقبِلَ القبلة، حسب حالته وحسب مقدرته.

فدلَّ هذا على أن الصلاة لا تسقط عن المسلم بحالٍ من الأحوال ما دام عقله ثابتًا، لا في حالة الحضر ولا في حالة السفر، ولا في حالة الصحة ولا في حالة المرض، ولا في حالة الأمن ولا في حالة الخوف؛ لأنها عمود الإسلام، وهي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وأول ما يُحاسَب عليه العبد يوم القيامة من أعماله.

وفي الزكاة: مواساةٌ للفقراء، وتنميةٌ للمال، وحفظٌ له من الآفات، وفيها تطهيرٌ للنفس من الشحَّ والبخل، ﴿خُذۡ مِنۡ أَمۡوَٰلِهِمۡ صَدَقَةٗ تُطَهِّرُهُمۡ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيۡهِمۡۖ إِنَّ صَلَوٰتَكَ سَكَنٞ لَّهُمۡۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ [التوبة: 103].


الشرح