إن من خطط أعداء الله للقضاء على الإسلام: ما ينادون به الآن، لما عجزوا عن القضاء على الإسلام بالسلاح، أخذوا يغزونه بالأفكار، ويغزونه بالحيل والمكر والكيد، ولكن الله جل وعلا لهم بالمرصاد.
فمما ينادون به الآن للقضاء على الإسلام أمورٌ كثيرةٌ، لا تخفى على أهل البصائر، ولكنها قد تنطلي على بعض قاصري النظر والجهال من المسلمين.
ومن ذلك: قولهم بالحوار بين الأديان، والمؤاخاة بين الأديان، وحرية العقيدة، وأنها كلها أديانٌ سماويةٌ، وكلها تدل على الإيمان بالله، اليهودية والنصرانية والإسلام كلها أديانٌ سماويةٌ يجب أن تتعايش ويجب أن تتآخى، وهم يريدون بذلك القضاء على الإسلام؛ لأنه بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ليس هناك دينٌ يجب إتباعه غير الإسلام الذي جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال جل وعلا:﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ وَهُوَ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنَ ٱلۡخَٰسِرِينَ﴾ [آل عمران: 85].
والإسلام هو ما جاء به الرسل عليهم الصلاة والسلام من أولهم إلى آخرهم، وبعد بعثة محمدٍ صلى الله عليه وسلم، صار الإسلام هو ما جاء به دون ما سواه؛ لأن ما سواه من الأديان السابقة: إما منسوخ بالإسلام، إن كان باقيًا على ما هو عليه، وإما أنه مُحرَّفٌ ومُغَيَّرٌ، كما عند اليهود والنصارى من التحريف والتغيير وإدخال الكفريات والضلالات في دياناتهم، ونسبتها إلى الرسل عليهم الصلاة والسلام، وهم بريئون منها، ولكن على فرض أنها سليمةٌ فإنها منسوخةٌ بدين الإسلام، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ إِن كُنتُمۡ تُحِبُّونَ ٱللَّهَ فَٱتَّبِعُونِي يُحۡبِبۡكُمُ ٱللَّهُ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد