×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 رَّحِيمٞ ٣١ قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡكَٰفِرِينَ ٣٢ [آل عمران: 31، 32]، فالذي لا يتبع هذا الرسول كافرٌ، سواءٌ كان يهوديًا أو نصرانيًا، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْمَعُ بِي يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ لاَ يُؤْمِنُ بِالَّذِي جِئْت بِه، إِلاَّ دَخَلَ النَّارَ» ([1]).

وقال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما أنزله عليه: ﴿وَرَحۡمَتِي وَسِعَتۡ كُلَّ شَيۡءٖۚ فَسَأَكۡتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤۡتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِ‍َٔايَٰتِنَا يُؤۡمِنُونَ [الأعراف: 156]، يعني: القرآن ﴿ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِيَّ ٱلۡأُمِّيَّ ٱلَّذِي يَجِدُونَهُۥ مَكۡتُوبًا عِندَهُمۡ فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِ وَٱلۡإِنجِيلِ يَأۡمُرُهُم بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَيَنۡهَىٰهُمۡ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡخَبَٰٓئِثَ وَيَضَعُ عَنۡهُمۡ إِصۡرَهُمۡ وَٱلۡأَغۡلَٰلَ ٱلَّتِي كَانَتۡ عَلَيۡهِمۡۚ فَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِهِۦ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَٱتَّبَعُواْ ٱلنُّورَ ٱلَّذِيٓ أُنزِلَ مَعَهُۥٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٥٧  قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ لَآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ يُحۡيِۦ وَيُمِيتُۖ فَ‍َٔامِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ ٱلنَّبِيِّ ٱلۡأُمِّيِّ ٱلَّذِي يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَكَلِمَٰتِهِۦ وَٱتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمۡ تَهۡتَدُونَ ١٥٨ [الأعراف: 157، 158].

هذا حكم الله سبحانه وتعالى الذي له ملك السموات والأرض، والذي يشرع لعباده ما يشاء سبحانه، وهو أعلم بما يصلحهم، وقد شرع لهم اتباع هذا الرسول صلى الله عليه وسلم وترك ما سواه، ولكن يأبون إلا أن يبقوا على كفرهم وإلحادهم، ويعاندون ويبغضون الإسلام، فلما عجزوا عن القضاء عليه بالسلاح عادوا عليه بالمكر والخديعة ليبطلوه، ومن ذلك: مناداتهم بتوحيد الأديان والمؤاخاة بينها، وكيف يتوحد دينٌ باطلٌ يقول: الله ثالث ثلاثة، أو: إن الله هو المسيح ابن مريم، أو: المسيح ابن الله،

 


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (153).