×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 أو: عزير ابن الله، كما عند اليهود، والنصارى؟! كيف يتآخى هذا مع دين الله الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم ؟! إنه الباطل، لا يتآخى مع الحق، ولا يتساوى مع الحق أبدًا، فهذه مكيدةٌ خبيثةٌ كادوها واغتر بها بعض المسلمين، حتى إن بعضًا ممن ينتسبون إلى العلم والدعوة ينادي بالمؤاخاة بين المسلمين واليهود والنصارى، ويقول: هم إخواننا، لكنهم في الحقيقة إخوانه هو، أما المسلمون فليسوا إخوانهم؛ لأن الله سبحانه يقول: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ ٱلۡيَهُودَ وَٱلنَّصَٰرَىٰٓ أَوۡلِيَآءَۘ [المائدة: 51].

ومما مكروا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: أنهم أرادوا أن يدخلوا في الإسلام في أول النهار، ثم يرتدوا في آخره، حتى يتبعهم الناس، قال تعالى: ﴿وَقَالَت طَّآئِفَةٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ ءَامِنُواْ بِٱلَّذِيٓ أُنزِلَ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَجۡهَ ٱلنَّهَارِ وَٱكۡفُرُوٓاْ ءَاخِرَهُۥ لَعَلَّهُمۡ يَرۡجِعُونَ [آل عمران: 72]، هذا من مكرهم.

ومكرهم الآن مثل ما سبق، قالوا: آخوا بين الأديان، وساووا بينها، وقالوا: بحرية العقيدة، يعني حرية الكفر والإلحاد، مع عقيدة التوحيد والإيمان بالله عز وجل، وهل هناك حريةٌ للعقيدة، وأن كل إنسانٍ يعتقد ما يشاء، لو كان كذلك لما أرسل الله الرسل وأنزل الكتب وأمر بالجهاد، ولترك الناس على ما هم عليه، كلٌّ يعتقد ما يشاء ولكن الله سبحانه يقول: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ [الذاريات: 56]، فلا دين إلا ما شرعه الله سبحانه وتعالى وهو دين التوحيد وعقيدة التوحيد التي جاءت بها الأنبياء، ثم جاء بها محمدٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الله الناس كلهم باتباعه والدخول في دينه، قال صلى الله عليه وسلم: «وَاللهِ لَوْ كَانَ أَخِي مُوسَى حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ اتِّبَاعِي» ([1]).


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (15156)، والبيهقي في « الشعب » رقم (174).