×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

وفي آخر الزمان إذا نزل المسيح عيسى ابن مريم، كما تواتر ذلك في الأدلة، إذا نزل فإنه يكون تابعًا لمحمدٍ صلى الله عليه وسلم، ويحكم بشريعة الإسلام التي جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو تابعٌ للنبي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، فكيف تبقى أديان الكفر وأديان الإلحاد قرينةٌ للإسلام وأخواتٍ للإسلام كما يزعمون؟!

كذلك من مكرهم وكيدهم: الذي ينادون به الآن، حقوق الإنسان، وهم يريدون بالإنسان: الإنسان الفاجر الكافر الملحد، يقولون: هذا له حقوق، مع أن هذا عند الله ليس له حقوقٌ، فالكافر والملحد والخارج عن طاعة الله ليس له حقوقٌ؛ لأنه هو الذي نزل بنفسه عن الإنسانية إلى أحطِّ من البهيمة، لما كفر بالله عز وجل واتبع هواه، فقد انحطَّ من الإنسانية إلى أنزل من درجة البهيمة، قال تعالى: ﴿لَقَدۡ خَلَقۡنَا ٱلۡإِنسَٰنَ فِيٓ أَحۡسَنِ تَقۡوِيمٖ ٤ ثُمَّ رَدَدۡنَٰهُ أَسۡفَلَ سَٰفِلِينَ ٥ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ فَلَهُمۡ أَجۡرٌ غَيۡرُ مَمۡنُونٖ ٦ [التين: 4- 6].

الله سبحانه وتعالى هو الذي كفل حقوق الإنسان المسلم والمعاهد، ودين الإسلام هو الذي كفل حقوق الإنسان، لا أن أديان اليهودية والنصرانية والمجوسية والإلحادية هي التي كفلت حقوقه، بل الله هو الذي كفل حقوق الإنسان، الذي خلق الإنسان هو الذي كفل حقوقه، إذا آمن بالله ورسوله، فقد شرع الله سبحانه وتعالى حدَّ الردَّة؛ صيانةً لعقيدة الإنسان المؤمن، وهذا أعظم الحقوق، وشرع الله سبحانه وتعالى قتل القاتل عدوانًا وظلمًا؛ حمايةً لحياة الإنسان المؤمن ﴿وَلَكُمۡ فِي ٱلۡقِصَاصِ حَيَوٰةٞ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ [البقرة: 179]، وشرع سبحانه وتعالى حد الرجم وحد الجلد للزاني، وشرع قتل اللوطي وشرع حد القذف؛ حمايةً لأعراض المسلمين، حمايةً


الشرح