وأما طاعة أولي الأمر، فإنها واجبةٌ ما لم يأمروا بمعصية، كما قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ طَاعَةَ لِمَخْلُوقٍ فِي مَعْصِيَةِ الْخَالِقِ» ([1]) وقال: «إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ» ([2])، ثم أمر برد النزاع والاختلاف إلى الكتاب والسنة، لأن الناس لابد أن يحصل بينهم شيءٌ من النزاع والاختلاف، فأمر برد ذلك إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ثم الصدور عن حكمهما وترك ما خالفهما، وبيَّن أن ذلك خيرٌ لهم في الدنيا والآخرة، وأحسن عاقبةً، وأحسن مآلاً.
والرد إلى الله هو: الرد إلى كتاب الله، والرد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هو: الرجوع إليه في حياته والرد إلى سنته بعد وفاته، كما قال صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي تَارِكٌ فِيكُمْ مَا إِنْ تَمَسَّكْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدِي: كِتَابَ اللهِ وَسُنَّتِي» ([3]).
فهذا هو واجب المسلم نحو أوامر الله ونواهيه: الإصغاء والامتثال، قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ لِمُؤۡمِنٖ وَلَا مُؤۡمِنَةٍ إِذَا قَضَى ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥٓ أَمۡرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ ٱلۡخِيَرَةُ مِنۡ أَمۡرِهِمۡۗ وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ ضَلَّ ضَلَٰلٗا مُّبِينٗا﴾ [الأحزاب: 36]، فإذا بلغك أمر الله، أو أمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فإنه لا خيار لك في أن تمتثل أو لا تمتثل بل يجب عليك الامتثال، والسمع والطاعة، والمبادرة إلى طاعة الله ورسوله؛ لتحظى بهذا الوعد الكريم، قال تعالى: ﴿وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَٱلرَّسُولَ فَأُوْلَٰٓئِكَ مَعَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِم مِّنَ ٱلنَّبِيِّۧنَ وَٱلصِّدِّيقِينَ وَٱلشُّهَدَآءِ وَٱلصَّٰلِحِينَۚ وَحَسُنَ أُوْلَٰٓئِكَ رَفِيقٗا﴾ [النساء: 69]، فإذا أطعت الله وأطعت رسوله صلى الله عليه وسلم،
([1]) أخرجه: البزار رقم (1988)، والطبراني في « الكبير » رقم (381).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد