كنت مع خيرة الخلق، وإذا عصيت الله ورسوله، صرت مع شرار الخلق -والعياذ بالله- من الكفرة والمشركين والفسقة والمنافقين.
عباد الله: كم تبلغنا أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، فيما نقرأ من كتاب الله، أو نسمع من كتاب الله، وفيما نقرأ من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نسمع من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما نسمع في الخطب والمحاضرات والدروس والبرامج الدينية في وسائل الإعلام، كم نسمع ونسمع، ولكن أين الامتثال؟! أين السمع والطاعة؟! إلا من رحم الله سبحانه وتعالى.
فالذي عنده فسادٌ في عقيدته، وعنده شركٌ بالله، وهو يدَّعي الإسلام، لا يمتثل أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، في الأمر بالتوحيد، وإخلاص العبادة لله، والنهي عن الشرك، والرجوع من الباطل إلى الحق، قليلٌ من يمتثل، هذا يبني دينه على أصلٍ صحيحٍ، وعقيدة خالصةٍ، واتباعٍ للرسول صلى الله عليه وسلم.
المضيع للصلاة والمتهاون بما يسمع أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يزال مضيعًا للصلاة، ولا يزال متساهلاً في شأن الصلاة، كأن الأوامر والنواهي لم تصدر إليه ولم تبلغه، وكأنها لا تعنيه وإنما تعني غيره.
المتعامل بالمعاملات المحرمة، من ربا ورشوة، وغش وخديعة، وغير ذلك، كم تبلغه أوامر الله وأوامر رسوله صلى الله عليه وسلم، بأخذ الحلال وترك الحرام، ولا يزال مصرًا على معاملاته المحرمة، لا يتزحزح عنها قيد شعرةٍ، كأنه لم تبلغه الشريعة، أو كأنها لا تعنيه في شيء.
كم نسمع من أوامر الله ونواهيه في ترك استماع الباطل والنظر المحرم واللهو واللعب، ولا يزال الكثير منا مصرين على هذه الأمور،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد