حُوِّلت القبلة إلى الكعبة المشرفة، فاستداروا وهم في صلاتهم واستقبلوا الكعبة المشرفة، امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى، ومبادرةً إلى طاعته.
رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً في يده خاتمٌ من ذهبٍ، وقد حرم الله الذهب على الرجال، فقال صلى الله عليه وسلم: «يَعْمِدُ أَحَدُكُمْ إِلَى جَمْرَةٍ مِنْ نَارٍ فَيَضعهَا فِي يَدِهِ» ([1])، ثم أخذ صلى الله عليه وسلم الخاتم وطرحه في الأرض، فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الحاضرون للرجل: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله، لا آخذه وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو الامتثال والإيمان.
ولما أمر الله نساء المسلمين بالحجاب في قوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ قُل لِّأَزۡوَٰجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ يُدۡنِينَ عَلَيۡهِنَّ مِن جَلَٰبِيبِهِنَّۚ﴾ [الأحزاب: 59]، خرج نساء الأنصار إلى الصلاة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد لففن رؤوسهن ووجوههن بالخُمُرِ كأنما على رؤوسهن الغربان لا يعرفهن أحد؛ امتثالاً لأمر الله ورسوله.
وعلى العكس: فإن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يأكل بيده اليسرى، فقال له صلى الله عليه وسلم: «كُلْ بِيَمِينِكَ» قَالَ: لاَ أَسْتَطِيعُ -ما منعه إلا الكبر- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «لاَ اسْتَطَعْتَ» فَمَا رَفَعَهَا إِلَى فِيهِ ([2])، عقوبةً له على عدم الامتثال، والاستكبار عن أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63].
فاتقوا الله عباد الله، وبادروا بامتثال أوامر الله ونواهيه، وليبدأ كلٌّ منا بنفسه أولاً قبل أن ينظر إلى أعمال الآخرين، ينظر إلى نفسه
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2090).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد