في الفضل والمكانة، ثم ثمرة ذلك الجنة، «وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ» فالصدق يدعو إلى البر، والبر عمل كل خيرٍ، فالبر كلمةٌ جامعةٌ لكل خيرٍ، فالصدق يفتح للإنسان أبواب البر، ويعوِّده على الخير، حتى يكون من الصديقين ويكون من أهل الجنة.
والكذب على العكس من ذلك، وسببه: أن الإنسان يتساهل فيه ويعتاده، ويجر بعضه إلى بعض، حتى يجره إلى الفجور، والفجور هو: الخروج عن طاعة الله سبحانه وتعالى، و«الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ».
فهذا حديثٌ عظيمٌ، يرسم للمسلم كيف يكون صادقًا، وكيف يكون كاذبًا، وذلك يرجع إلى ما يعوِّد نفسه وما يسير عليه في حياته، والصدق يكون مع الله سبحانه وتعالى في عبادته، بأن يعبده وحده لا شريك له، ويخلص له النية، ولا يكون في عبادته شركٌ، ولا رياءٌ ولا سمعةٌ، ولا طلبٌ لطمع الدنيا، فإن ذلك هو الصادق مع الله سبحانه وتعالى، الذي يعبده حق عبادته، ويخلص له العبادة، ويكون الصدق مع الناس في وعودهم وفي عهودهم وفي معاملاتهم، وفي الحديث معهم، فيكون صادقًا في كل ذلك، إذا وعد وفي، وإذا عاهد فإنه يوفي بعهده، قال تعالى: ﴿وَأَوۡفُواْ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ إِذَا عَٰهَدتُّمۡ﴾ [النحل:91] وإذا تعامل مع الناس تعامل بالصدق، قال صلى الله عليه وسلم: «الْبَيِّعَانِ بِالْخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» ([1]).
فالمسلم يتعامل بالصدق مع ربه سبحانه وتعالى، ومع إخوانه ولا يُعرَف إلا بالصدق، فيألفه الناس ويطمئنون إليه ويثقون به، فيكون محبوبًا عند الله جل وعلا، ومحبوبًا عند خلقه.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1973)، ومسلم رقم (1532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد