والكذب كبيرةٌ عظيمةٌ من كبائر الذنوب، وأعظمه: الكذب على الله سبحانه وتعالى في عبادته أو في شريعته.
فالكذب في العبادة: أن يدعو غير الله، ويتخذ من دونه أندادًا يحبهم كحب الله، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَيَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ سُلۡطَٰنٗا وَمَا لَيۡسَ لَهُم بِهِۦ عِلۡمٞۗ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِن نَّصِيرٖ﴾ [الحج: 71]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَمَنۡ أَظۡلَمُ مِمَّنِ ٱفۡتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِبًا﴾ [الأنعام: 21] وقال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١١٧﴾ [النحل: 116، 117]، فالذي يعبد من دون الله أندادًا وشفعاءً يتخذهم من دون الله، ويتقرب إليهم بأنواع العبادة، ويزعم أن الله أمره بذلك، وأن الله شرع هذه العبادة، فيقول: إن الله أمرنا باتخاذ الوسيلة واتخاذ الوسائط بيننا وبينه، هذا كاذبٌ على الله أعظم الكذب ومفتر على الله أعظم الفِرية، والعياذ بالله.
وكذلك: الكذب على الله في التحليل والتحريم، بأن يقول: إن الله أحل هذا، أو حرم هذا، من غير دليلٍ من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿قُلۡ أَرَءَيۡتُم مَّآ أَنزَلَ ٱللَّهُ لَكُم مِّن رِّزۡقٖ فَجَعَلۡتُم مِّنۡهُ حَرَامٗا وَحَلَٰلٗا قُلۡ ءَآللَّهُ أَذِنَ لَكُمۡۖ أَمۡ عَلَى ٱللَّهِ تَفۡتَرُونَ﴾ [يونس: 59]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١١٧﴾ [النحل: 116، 117]، فلا يجوز للإنسان أن يتكلم في التحليل والتحريم إلا بدليلٍ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وفهمٍ لذلك، وفقهٍ صحيحٍ، وأشد من ذلك: إذا نشر أقواله وفتاواه على الناس في وسائل