الإعلام ليسمعها الناس، أو طبعها في كتبٍ، فصارت مضلةً لمن يأتي بعده ومن يقرأ هذه الكتب، ويتحمل آثامها وأضرارها هو، وينال من الله هذا الجزاء الصارم، قال تعالى: ﴿وَلَا تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلۡسِنَتُكُمُ ٱلۡكَذِبَ هَٰذَا حَلَٰلٞ وَهَٰذَا حَرَامٞ لِّتَفۡتَرُواْ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَفۡتَرُونَ عَلَى ٱللَّهِ ٱلۡكَذِبَ لَا يُفۡلِحُونَ ١١٦ مَتَٰعٞ قَلِيلٞ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ ١١٧﴾ [النحل: 116، 117].
فعلى الإنسان أن يتوقف في الكلام في الحلال والحرام إلا بدليلٍ وبرهانٍ من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يتسرع ولا يتعجل، وليعلم أنه يقول عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فليقدر موقفه بين يدي الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيِ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦۖ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ﴾ [الحجرات: 1].
وكذلك الكذب على الناس في الخصومات، بأن يخاصم بباطل ليأكل أموال الناس بغير حقٍ، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إِلَيَّ، وَإِنَّنَي بَشَرٌ، وَرُبَّمَا يَكُون بَعْضَكُمْ أَلْحَنَ في حُجَّتِهِ مِنْ بَعْضٍ، فَأَقْضِيَ لَهُ عَلَى نَحْو ما أَسْمَع، فَمَنْ قَضَيْتُ لَهُ بحَقِّ أَخِيهِ فَلاَ يَأْخُذْهُ فَإِنَّمَا أَقْطَعُ لَهُ قِطْعَةً مِنَ نَارِ» ([1]).
وكذلك الكذب في الأيمان، وهو صفة المنافقين، قال الله تعالى: ﴿وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ يَعۡلَمُونَ﴾ [المجادلة: 14]، وقال سبحانه وتعالى ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَشۡتَرُونَ بِعَهۡدِ ٱللَّهِ وَأَيۡمَٰنِهِمۡ ثَمَنٗا قَلِيلًا أُوْلَٰٓئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمۡ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيۡهِمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ﴾ [آل عمران: 77].
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2534)، ومسلم رقم (1713).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد