وكذلك: الكذب في الشهادة وهي شهادة الزور، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ؟» قالوا: بَلَى، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: «الشِّرْكُ بِاللهِ، وَالسِّحْرُ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ» وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، ثُمَّ قَالَ: «أَلاَ وَشَهَادَةُ الزُّورِ، أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ» فَمَا زَالَ صلى الله عليه وسلم يُرَدِّدُهَا حَتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ ([1]).
وفي الحديث: «لاَ تَزُولَ قَدَمُ شَاهِدِ الزُّورِ حَتَّى تَجِبَ لَهُ النَّارَ» ([2])، وقال: «مَنْ حَلَفَ عَلَى يَمِينٍ لِيَقْتَطِعَ بِهَا مَالَ امْرِئٍ مُسْلِمٍ، لَقِيَ اللهَ وَهُوَ غَضْبَانُ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا؟ قَالَ: «وَإِنْ كَانَ قَضِيبًا مِنْ أَرَاكٍ» ([3]).
وكذلك: الكذب على الناس في الحديث فيتحدث مع الناس بالكذب ويخبرهم بأشياء لا حقيقة لها، وهذه من صفات المنافقين، كل هذه الأمور من صفات المنافقين، قال صلى الله عليه وسلم: «آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ» ([4])، وإذا خاصم فجر، وإذا عاهد غدر، فهذه كلها من صفات المنافقين، فيجب على المسلم أن يتجنبها، وأن يلزم الصدق، ولا يتساهل في الكذب؛ لأن الإنسان وما اعتاد، إذا عوَّد نفسه الخير تعوده وألفه وصار طبعًا له، وإذا عوَّد نفسه الشر والكذب اعتاده وألفه وصار خُلُقَا له، والناس يعرفون أهل الصدق والكذب، ويميزون بين هذا وهذا، فيصبح الصادق محبوبًا
([1]) أخرجه: البخاري رقم (5918)، ومسلم رقم (87).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد