احذروا هذه النار كما حذركم الله، واحذروا منها كما حذركم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتأملوا في هذه الشواهد التي بين أيديكم مما يدلكم على هذه النار، وما فيها من العذاب وما فيها من الحر الشديد، تذكروا فإن العاقل من يتذكر، والسعيد من وُعِظَ بغيره.
فاتقوا الله عباد الله، واحذروا من هذه النار، ولا يكفي أن الإنسان يقول: أعوذ بالله من النار، بلسانه، هذا لا يكفي، بل لابد أن يعمل الأعمال التي تبعده عن النار، أما إذا قال: أعوذ بالله من النار، وهو مقيمٌ على الأعمال التي توصل إلى النار، فإنه لا ينفعه الكلام بدون العمل، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأخير أن نستعيذ بالله من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، ومن فتنة المحيا والممات، ومن فتنة المسيح الدجال، فبدأ بالاستعاذة من نار جهنم؛ لشدة خطرها، وعظيم ضررها، وأنها أم المهالك، نسأل الله العافية.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿إِنَّ ٱلۡمُجۡرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَٰلِدُونَ ٧٤ لَا يُفَتَّرُ عَنۡهُمۡ وَهُمۡ فِيهِ مُبۡلِسُونَ ٧٥ وَمَا ظَلَمۡنَٰهُمۡ وَلَٰكِن كَانُواْ هُمُ ٱلظَّٰلِمِينَ ٧٦ وَنَادَوۡاْ يَٰمَٰلِكُ لِيَقۡضِ عَلَيۡنَا رَبُّكَۖ قَالَ إِنَّكُم مَّٰكِثُونَ ٧٧ لَقَدۡ جِئۡنَٰكُم بِٱلۡحَقِّ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَكُمۡ لِلۡحَقِّ كَٰرِهُونَ ٧٨ أَمۡ أَبۡرَمُوٓاْ أَمۡرٗا فَإِنَّا مُبۡرِمُونَ ٧٩ أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ ٨٠﴾ [الزخرف: 74- 80].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 6 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد