فإن الشيطان وسواسٌ خناسٌ، إذا غفل الإنسان عن ذكر الله وسوس له، وإذا ذكر الإنسان ربه انخنس وابتعد عنه، فإذا أرادت أن تطرد عنك الشيطان فأكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلۡمُؤۡمِنُونَ ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتۡ قُلُوبُهُمۡ وَإِذَا تُلِيَتۡ عَلَيۡهِمۡ ءَايَٰتُهُۥ زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٢ ٱلَّذِينَ يُقِيمُونَ ٱلصَّلَوٰةَ وَمِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ يُنفِقُونَ ٣ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ حَقّٗاۚ لَّهُمۡ دَرَجَٰتٌ عِندَ رَبِّهِمۡ وَمَغۡفِرَةٞ وَرِزۡقٞ كَرِيمٞ ٤﴾ [الأنفال: 2- 4].
ومما يعين على ذكر الله سبحانه وتعالى أيضًا: مجالسة الصالحين الذاكرين لله سبحانه وتعالى، والابتعاد عن مجالس اللهو والغيبة، والنميمة، والمجالس التي لا خير فيها، ولهذا جاء في الحديث: أنه ما جلس قومٌ مجلسًا لا يذكرون الله تعالى فيه إلا قاموا عن مثل جيفة الحمار.
ولهذا شرع الله كفارة المجلس إذا قام الإنسان من المجلس، فإنه يقول: ((سبحانك اللهم وبحمدك، اللهم اغفر لي))، فإذا كان هذا المجلس مجلس خيرٍ، كان هذا الذكر كالطابع عليه، وإن كان غير ذلك كان هذا الذكر كفارةٌ له، فالإنسان لا يغفل عن ذكر الله، ولا يشتغل عن ذلك بمالٍ، ولا ولدٍ، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَٰلُكُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن يَفۡعَلۡ ذَٰلِكَ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ﴾ [المنافقون: 9].
ومما يعين على ذكر الله: حضور مجالس الذكر، ومجالس العلم، والاستماع لكتاب الله عز وجل، وإلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكلام أهل العلم، فإذا حضر المسلم مجالس الذكر فإنه يلين قلبه، ويتربى على ذكر الله سبحانه وتعالى.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد