فالصلاة هي أعظم ما يذكر الله جل وعلا به، لأنها خشوعٌ وخضوعٌ بين يدي الله، وركوعٌ وسجودٌ ومناجاةٌ لله عز وجل، فهي من أعظم الذكر.
ومن أعظم الذكر: تلاوة القرآن، فإن القرآن ذكرٌ لله عز وجل يذكر بالله ويعرف بالله وبنعم الله، وكلما أكثر الإنسان من تلاوة القرآن فإنه يكثر ذكره لله سبحانه وتعالى، وكذلك ذكر الله بالتسبيح والتهليل والتكبير والتحميد، كل ذلك ذكرٌ وتقديسٌ لله سبحانه وتعالى، وفي الحديث يقول الله جل وعلا: «مَنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَمَنْ ذَكَرَنِي فِي مَلإٍَ ذَكَرْتُهُ فِي مَلإٍَ خَيْرٍ مِنْهُمْ» ([1])-يعني الملائكة-.
ومن الذكر: ما يخف على اللسان ولا يشق على الإنسان، وذلك بالتسبيح والتهليل والتكبير، فإن بإمكان الإنسان أن يذكر الله في كل حالٍ، وهو جالسٌ، وهو مضطجعٌ، وهو يمشي، وهو يبيع ويشتري، وفي أي مكانٍ، إلا الأمكنة التي نُهِي عن ذكر الله فيها، كأمكنة قضاء الحاجة، فذكر الله يكون ملازمًا للمؤمن بلسانه وبقلبه، أما اللسان فإنه ينطق ويلهج بذكر الله سبحانه وتعالى، إلا في المواضع المنهي عن ذكر الله فيها، وأما ذكر الله بالقلب فإنه لا يفارق المسلم في أي مكانٍ، يذكر الله جل وعلا، قال تعالى في الحديث القدسي: «وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ ذَكَرَنِي» يعني: مع العبد الذاكر.
وذكر الله سبحانه وتعالى يرقق القلوب، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَتَطۡمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئِنُّ ٱلۡقُلُوبُ﴾، فذكر الله يطمئن القلوب من القلق والاضطراب النفسي والأوهام، ويطرد الشيطان،
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6970)، ومسلم رقم (2675).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد