×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

إن التفكر في آيات الله يعني: النظر فيها، والتأمل في منافعها، والاستدلال بذلك على وحدانية الخالق سبحانه وتعالى، واستحقاقه للعبادة، ولتدل على عظمته والخوف منه سبحانه وتعالى، وأنه لم يخلقها عبثًا، ﴿وَمَا خَلَقۡنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلۡأَرۡضَ وَمَا بَيۡنَهُمَا بَٰطِلٗاۚ ذَٰلِكَ ظَنُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ فَوَيۡلٞ لِّلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنَ ٱلنَّارِ [ص: 27]، فآيات الله على قسمين:

القسم الأول: الآيات المنظورة، هي هذه المخلوقات العلوية والمخلوقات السفلية، السماء وما فيها من أفلاكٍ وكوكب وشمسٍ وقمرٍ، والأرض وما فيها من نباتاتٍ وحيواناتٍ، وما فيها من مخلوقاتٍ، وما فيها من جبالٍ وأوديةٍ، وما فيها من أشجارٍ وأحجارٍ، وما فيها من أنهارٍ وبحارٍ، وما فيها من مخلوقاتٍ بريِّةٍ ومخلوقاتٍ بحريةٍ، لا يعلم عددها ولا يحصيها إلا خالقها سبحانه وتعالى: كل ذلك يدل على وحدانيته وعلى قدرته وعلى ربوبيته. سئل أعرابي: بم عرفت ربك؟ قال: الأثر يدل على المسير، والبعرة تدل على البعير، أفلا يدل هذا الكون على اللطيف الخبير؟!

ويقول الشاعر:

فيا عجبا كيف يُعصَى الإله *** أم كيف يجحده الجاحد

وفي كل شيءٍ له آية *** تدل على أنه واحد

قال تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأعراف: 54].

إن هذه المخلوقات إذا نظرت فيها وفي تنوعها وفي اختلافها، منها ما هو غذاءٌ، ومنها ما هو دواءٌ، ومنها ما هو مناظر جميلة،


الشرح