ومنها ما له روائح طيبةٌ، وروائح غير طيبةٍ، ومنها مختلف المنافع والطعوم، ومختلف المناظر تدل الدلالة الواضحة على عظمة هذا الخالق، وعلى حكمته وقدرته ورحمته بعباده.
والقسم الثاني من الآيات: الآيات المقروءة، وهي الوحي المنزل على محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وهو هذا القرآن العظيم الذي أمرنا الله بالتفكر في معانيه والتدبر لأدلته، والعمل بأوامره وترك نواهيه، فهو حجة الله على عباده، وهو حجة العباد عند الله إذا تمسكوا به وساروا على نهجه، قال صلى الله عليه وسلم: «وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ» ([1]).
وقال تعالى: ﴿إِنَّ هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ يَهۡدِي لِلَّتِي هِيَ أَقۡوَمُ وَيُبَشِّرُ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمۡ أَجۡرٗا كَبِيرٗا ٩ وَأَنَّ ٱلَّذِينَ لَا يُؤۡمِنُونَ بِٱلۡأٓخِرَةِ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٠﴾ [الإسراء: 9، 10].
إن الله سبحانه وتعالى نصب الأدلة بآياته المخلوقة، وبآياته المقروءة، على وحدانيته، وعلى أنه سبحانه وتعالى هو الخالق العظيم المنفرد بالخلق والتدبير، المستحق للعبادة، وأن كل معبودٍ سواه فإنه باطلٌ؛ لأنه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا، أمواتٌ غير أحياءٍ، لا يسمعون ولا يبصرون.
إن الله سبحانه وتعالى أمر عباده بالنظر في ملكوت السموات والأرض، وأمرهم بالتدبر قال أبو الدرداء رضي الله عنه: ((تدبر ساعةٍ خيرٌ من قيام ليلةٍ))؛ وذلك لأن التدبر يبعث في القلب تعظيم الله سبحانه وتعالى ومحبته، ويرسخ الإيمان في القلب، ويقوي عقيدة التوحيد في القلوب، أما الإعراض عن النظر في آيات الله فإنه يقسِّي القلب، ويعمي البصيرة، ويصبح
([1]) أخرجه: مسلم رقم (223).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد