الإنسان في هذه الدنيا لا فرق بينه وبين البهائم السائمة، التي غايتها من هذه الحياة، أنها تعيش ثم تموت وتنتهي.
فالله سبحانه وتعالى أمر في آياتٍ كثيرةٍ بالنظر في هذه المخلوقات، والتدبر فيها، أرأيتم لو أن آلةً مصنوعةً صغيرةً يستعملها الناس وفيها مصالح لهم، ماذا يكون إعجابهم بهذه الآلة؟ وماذا يكون تقديرهم لهذا المخترع؟ وماذا يكون تعجبهم منها؟ في حين أنها جزئية من مخلوقات الله سبحانه وتعالى. إن هذا المخترع لم يأت بها من عنده ولم يخلقها ولم يوجدها من عنده، وإنما دله الله سبحانه وتعالى عليها وألهمه صنعتها مما خلق الله: ﴿وَٱللَّهُ خَلَقَكُمۡ وَمَا تَعۡمَلُونَ﴾ [الصافات:، 96].
فالخلق كله لله سبحانه وتعالى، فكيف يتعجب الناس من هذه المخترعات وهذه المصنوعات، ويغفلون عن آيات الله سبحانه وتعالى في الآفاق وفي أنفسهم؟! قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَفِي ٱلۡأَرۡضِ ءَايَٰتٞ لِّلۡمُوقِنِينَ ٢٠ وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ ٢١﴾ [الذاريات: 20، 21].
لو أن الإنسان جلس يتفكر في جسمه، وما فيه من دقائق الصنعة وبديع الحكمة، وما فيه من الأعضاء، وما فيه من العروق، وما فيه من العظام، ما فيه من الحواس، حواس السمع والبصر وسائر الحواس، وما فيه من المنافع، لو تأمل في جسمه لأفنى عمره ولم يصل إلا إلى أقل القليل من عجائبه، ﴿وَفِيٓ أَنفُسِكُمۡۚ أَفَلَا تُبۡصِرُونَ﴾ [الذاريات:، 21]، فكيف بهذا الكون الفسيح الممتد في السموات والأرض، والبراري والبحار، وما فيها من عجائب المخلوقات؟! قال تعالى: ﴿أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ ١٧ وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ ١٨ وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ ١٩ وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ ٢٠﴾ [الغاشية: 17-20]
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد