إن من أصحاب البيوت من لا يعرف من شأن أولاده شيئا، إلا أنهم يأكلون
ويشربون، ويدخلون ويخرجون، بل ربما لا يدري عنهم متى يأتون؟ ومتى يذهبون؟ هل هذه
مسئولية؟ هل هذا أب؟ هل هذه أمانةٌ؟
فالواجب على كل والدٍ: أن يتقي الله سبحانه وتعالى في نفسه أولاً، وفيمن
تحت يده ثانيًا، وأن يعلم أنه مسئولٌ عن كل فردٍ من أفراد من يسكن هذا البيت من
رجالٍ ونساءٍ، مسئولٌ أمام الله سبحانه وتعالى، ومحاسبٌ عما يجري في بيته من كل
خطيئةٍ ومن كل مخالفةٍ.
فاتقوا الله عباد الله في مسئوليتكم، اتقوا الله في أولادكم، اتقوا الله في
نسائكم وبناتكم اتقوا الله في أنفسكم، قوموا بما أوجب الله عليكم من تحمل هذه
الأمانة التي تحملتموها ﴿وَحَمَلَهَا ٱلۡإِنسَٰنُۖ إِنَّهُۥ كَانَ ظَلُومٗا جَهُولٗا﴾ [الأحزاب: 72].
فاتقوا الله عباد الله، وتدبروا في شأنكم، وتأملوا أحوالكم، واستدركوا ما
فات قبل الفوات.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ قُوٓاْ
أَنفُسَكُمۡ وَأَهۡلِيكُمۡ نَارٗا وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُ عَلَيۡهَا
مَلَٰٓئِكَةٌ غِلَاظٞ شِدَادٞ لَّا يَعۡصُونَ ٱللَّهَ مَآ أَمَرَهُمۡ
وَيَفۡعَلُونَ مَا يُؤۡمَرُونَ﴾ [التحريم: 6].
***
الصفحة 6 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد