والمسئول عن هذا كله هو صاحب البيت، إنه مسئول عن كل ما يدخل بيته، وعن كل
من يدخل بيته، هو المسئول أمام الله سبحانه وتعالى، فالمسؤولية عظيمةٌ «وَكُلُّكُمْ
رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]).
فاتقوا الله، وراقبوا الله سبحانه وتعالى، ولا تتحملوا مسئولية هؤلاء الذين
يُنشَّؤون في بيوتكم على غير طاعة الله سبحانه وتعالى.
ثم من الناس من يُهمل أولاده فلا يأمرهم بمعروفٍ ولا ينهاهم عن منكرٍ،
يتركون الصلاة وهو يشاهدهم، وقد يشاركهم أيضا في ترك الصلاة، وقد قال النبي صلى
الله عليه وسلم: «مُرُوا أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ
عَلَيْهَا لِعَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]) والله جل وعلا يقول لنبيه: ﴿وَأۡمُرۡ أَهۡلَكَ بِٱلصَّلَوٰةِ
وَٱصۡطَبِرۡ عَلَيۡهَاۖ﴾ [طه: 132]، فيجب على الوالد أن يتعاهد أولاده من
سن السابعة، يأمرهم بالصلاة، ويخرجهم إلى المسجد، وإذا تباطئوا أو تكاسلوا
أدَّبهم؛ حتى يعلموا مسئولية الصلاة وأهميتها.
ما بالكم بالوالد الذي لا يصلي؟! هل تظنون أن أولاده سيصلون؟! إلا ما شاء
الله سبحانه وتعالى، كل ابنٍ يقتدي بأبيه.
ما بالكم بالوالد الذي يشرب الدخان أمام أولاده؟ أليس هو بهذا يُعوِّدهم على شرب الدخان؟ لأنهم يرون ما يفعله الوالد حسنًا، فيقلدونه في ذلك، فيكون هو الذي تحمَّل مسئوليتهم، وهو الذي رباهم -بقوله أو بفعله أو بإهماله- على هذه الأخلاق، وعلى هذا التساهل في أمر الله سبحانه وتعالى.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد