×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

وأما ترك الصلاة، والسهر بالليل، ومشاهدة هذه الأفلام، وهذه القنوات، فحدث ولا حرج، يسهرون طول الليل، ولا ينامون إلا بعد طلوع الشمس، فلا يعرفون صلاة، ولا يعرفون أي عمل صالح، وإنما همهم متابعة هذه القنوات شاخصةً أبصارهم، ينظرون إلي ما يُعرَض في هذه الشاشات، مشدودةً أفكارهم، حتى إنهم ليشاهدون الفحش المكشوف، فيشاهدون الزنا واللواط والعري، فما بالكم بمن تتلمذ علي هذه الشاشات الخبيثة، وهذه القنوات السخيفة؟ ما ترون أن تكون أخلاقه، وأن يكون سيره في الحياة؟

إن الجريمة جريمة أصحاب البيوت، الذين مكَّنوا لهذه الآلات الخبيثة في بيوتهم، وهم المسئولون عن رعيتهم.

فاتقوا الله عباد الله، وبادروا بالتوبة والحذر من هذه الورطات الخبيثة، قبل أن يفوت الأوان ويستفحل الشر ويخرج الأمر عن السيطرة، إن المسئول عن هذه البيوت هم القائمون عليها، هم الرعاة المسئولون عنها، وعمَّا فيها، وعمَّن يدخلها حتى من الضيوف، فصاحب البيت مسئول عن كل من هو داخل بيته، فعلى صاحب البيت أن يتقي الله سبحانه وتعالى، وأن يصون بيته عن هذه الوسائل الخبيثة، والصور الماجنة التي تأتي في هذه القنوات، وفي بعض المجلات الهابطة التي تمتلئ بها البيوت فهي أيضا وسيلة شرٍّ، ووسيلة تدميرٍ، وكذلك الأشرطة التي فيها الأغاني الماجنة، أو المقالات الرخيصة التي تدعو إلى الشر، وتحذر من الخير، وتشوه الدين في أنظار هؤلاء القصّار من النساء والصبيان ومن في حكمهم.


الشرح