وإن من أعظم الأدلة على موالاة الكفار: التشبه بهم في الظاهر، كالتشبه بهم في العبادات، والتشبه بهم في العادات
والتقاليد الخاصة بهم، والتشبه بهم في الاحتفالات البدعية والتشبه بهم في أعيادهم
ومناسباتهم، والتشبه بهم في الزي في الأبدان، وكل ما كان خاصًا بالكفار، فإنه يجب
على المسلمين أن يبتعدوا عنه، وأعظم ذلك: التشبه بهم في دينهم وعباداتهم، فالكفار
-من اليهود والنصارى وغيرهم- إنما يشرعون دينًا من عند أنفسهم، ولا يرجعون إلى دين
الأنبياء، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من إحداثاتهم وبدعهم في دينهم، قال
صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَبْنون الْقُبُورَ
على المَسَاجِد، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! فَإِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])، فالبناء على القبور، والصلاة عند القبور، والدعاء عند القبور، من دين
اليهود والنصارى، وقد حذرنا النبي صلى الله عليه وسلم من التشبه بهم في ذلك؛ لأن
هذا وسيلة إلى الشرك بالله عز وجل، ودعوة الأولياء والأموات من دون الله عز وجل،
كما هو الواقع، فما حصل في بلاد المسلمين من عبادة القبور إنما هو بسبب التشبه
باليهود والنصارى، بالبناء على القبور.
وكذلك حتى في العبادة المشروعة، النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نخالفهم في صورة العبادة، ولهذا صام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، ولما بلغه أن اليهود يصومونه قال: «خَالِفُوا الْيَهُودَ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ» ([2]).
([1]) أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد