وكذلك التشبه بهم في كل ما هو من خصائصهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِغَيْرِنَا»
([2]).
وقال صلى الله عليه وسلم: «لا تَشَبَّهُوا بِالْيَهُودِ وَلاَ
بِالنَّصَارَى وَلاَ بِالأَْعَاجِمِ» ([3])، فنهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار عمومًا، وباليهود والنصارى
خصوصًا، ونهى عن التشبه بالأعاجم، ونهى عن التشبه بأهل الجاهلية؛ لأن الإسلام
-ولله الحمد- غني بما شرع الله فيه من الكمالات، غني عن أن يستورد أي عبادة، أو أي
عادة، من عبادات وعوائد الكفار والمشركين.
فيجب على المسلمين أن يستقلوا بدينهم، وأن يعتزوا بإسلامهم، وأن يفرحوا
بنعمة الله عليهم ﴿قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ
وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ هُوَ خَيۡرٞ مِّمَّا يَجۡمَعُونَ﴾ [يونس: 58]، فكيف يتنازل
الأعلى إلى الأسفل؟ والله جل وعلا يقول: ﴿وَأَنتُمُ
ٱلۡأَعۡلَوۡنَ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾ [آل عمران: 139]، فدين الإسلام دين العزة ودين الكمال.
وكذلك نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه باليهود والنصارى والأعاجم، بحلق اللحى وتوفير الشوارب، قال صلى الله عليه وسلم: «خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ، وَفِّرُوا اللِّحَى، وَجُزُّوا الشَّوَارِبَ» ([4])، «أَرْسِلُوا اللِّحَى»، «أَكْرِمُوا اللِّحَى»، «أَعْفُوا اللِّحَى» أوامر يؤكد بعضها بعضًا في أن المسلم يجب عليه أن
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4031)، والبزار رقم (2966)، والبيهقي في « الشعب » رقم (1199).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد