×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

يبقي على هذه السنة العظيمة، وهي إعفاء اللحية، التي جعلها الله فارقةً بينه وبين المرأة، وجعلها جمالاً له، وأمره أن يجز الشارب إذا طال، فأبى بعض الناس إلا مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم، ومعاندة النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، فحلقوا لحاهم ووفروا شواربهم، ففي كل صباح لا يخرج الواحد من بيته إلا وقد تأكد أن ليس في لحيته شعره! وأما الشارب: فيطيلونه ويغذونه، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرهم بإعفاء اللحى وجز الشوارب وإحفائها، فهم بهذا يعملون على مخالفة النبي صلى الله عليه وسلم، وتقليد الكفار، وتقليد اليهود والنصارى والمجوس والمشركين، أما هذا من الخذلان؟ أن الإنسان يتحول من الكمال الرجولي إلى مشابهة النساء ومشابهة الكفار والمشركين.

وكذلك نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار في لباسهم وفي زيهم، وعاداتهم وتقاليدهم الخاصة بهم، ولكن لا يحلو لبعض المسلمين إلا ما كان مستوردًا من عادات الكفار وتقاليد الكفار، فلذلك تجدهم يتبجحون باستعمال عادات الكفار وتقاليد الكفار، في أجسامهم وفي ثيابهم وفي كلامهم وفي سائر أمورهم؛ لأنهم يرون أن ما يأتي من الكفار فهو شيء عظيم، وأن ما يأمر به الإسلام إنما هو عادات وتقاليد بالية وتأخر، كما يقولون: نسأل الله العافية.

ومن التشبه بالكفار: ما سرى بين النساء من تقليد الكافرات في شعورهن وفي ألوانهن وفي لباسهن وفي سائر أمورهن، فتجد المرأة المسلمة تظهر بمظهر المرأة الكافرة، حتى إنها تغير لون شعرها -بما يشبه شعور الكافرات- بالأصباغ، وتغير لون عينيها بما يشبه أعين الكافرات، بلبس العدسات الملونة التي تشبه ألوان أعين نساء الكفار، 


الشرح