فالفساد في البر: بما يصيب الناس من انحباس
الأمطار، الذي يترتب عليه غور الآبار، وموت الأشجار، وقلة الثمار، وغلاء الأسعار،
وغير ذلك من المصائب.
والفساد في البحر: بما يصيب البحر من تلف
الأموال، وغرق المراكب، وغير ذلك، وانقطاع وسائل السفر والنقل بين أرجاء الأرض؛
بسبب هيجان البحار.
كل ذلك بسبب الذنوب والمعاصي، كما قال تعالى ﴿بِمَا
كَسَبَتۡ أَيۡدِي ٱلنَّاسِ﴾ [الروم: 41]، والحكمة في ذلك ﴿لِيُذِيقَهُم
بَعۡضَ ٱلَّذِي عَمِلُواْ﴾ [الروم: 41]، ولو أذاقهم كل الذي عملوا، لما بقي على الأرض من دابة ﴿وَلَوۡ يُؤَاخِذُ ٱللَّهُ ٱلنَّاسَ
بِمَا كَسَبُواْ مَا تَرَكَ عَلَىٰ ظَهۡرِهَا مِن دَآبَّةٖ وَلَٰكِن
يُؤَخِّرُهُمۡ إِلَىٰٓ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ فَإِنَّ ٱللَّهَ
كَانَ بِعِبَادِهِۦ بَصِيرَۢا﴾ [فاطر: 45].
وأنتم تسمعون ما يحدث في أرجاء الأرض من المصائب والنكبات، وتشاهدون بعضه، من الزلازل المدمرة، والفيضانات المغرقة، والحروب الطاحنة، كل ذلك يحدث ويتكرر على مرأى ومسمع منكم، فأين الاعتبار؟ وأين العظة؟ وما تعيشونه الآن من انحباس المطر عنكم، وتأخر نزوله عليكم، ما هو إلا بسبب ذنوبكم ومعاصيكم، ففي الحديث الذي رواه ابن ماجه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وَمَا نَقض قَوْمٌ الْمَكَايِيلِ وَالْمَوَازِينِ إِلاَّ ابْتُلُوا بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمَؤُونَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ، وَمَا مَنَعَ قَوْمٌ زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا» ([1]).
([1]) أخرجه: ابن ماجه رقم (4019)، والحاكم رقم (8623).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد