يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ، إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ
اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللهِ...» الخ الحديث ([1]).
فاتقوا الله أيها الشباب، واعلموا بما وصاكم به نبيكم صلى الله عليه وسلم ؛
لتكونوا من الشباب الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، وقد جاء في الحديث
أيضًا أن الله سبحانه وتعالى يعجب من الشباب الذي ليس له صبوة، وهو: الذي يحفظ
شبابه من الانحراف.
أيها الآباء: إنكم مسؤولون أمام الله سبحانه وتعالى عن توجيه أولادكم، فإن
الله استرعاكم عليهم وحملكم أمانتهم، قال صلى الله عليه وسلم: «مُرُوا
أَوْلاَدَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعٍ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ،
وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ» ([2]) وهذا ليس خاصًا بالصلاة، ولكنه ذكر الصلاة، لأنها أهم أنواع العبادات،
ولأن من حافظ عليها حافظ على ما سواها من باب أولى، قال جل وعلا: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ
عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45].
فوجهوا أولادكم الوجهة السليمة، وربوهم التربية الحسنة، وكونوا قدوة صالحة
في أنفسكم؛ حتى يقتدوا بكم.
أصلحوا بيوتكم، ونظفوها من وسائل الشر؛ حتى تكون بيوتًا نزيهة، لا يدخل فيها ما يكون وسيلة لانحراف أولادكم، فإن الآباء محملون بأمانة أولادهم، فإذا قاموا بما أوجب الله عليهم أثابهم على ذلك، وصاروا سببًا في صلاح أولادهم، وصار أولادهم قرة أعين لهم في الدنيا وفي الآخرة، حتى في الجنة: إذا صلح الأولاد بأسباب
([1]) أخرجه: أحمد رقم (2804)، وابن حميد رقم (636)، والطبراني في « الكبير » رقم (11243).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد